ملخص كتابالأخبار

“اليمن الجمهوري”.. كتاب للأديب ”البردوني“ يروي فصول التحرر التي خاضها اليمنيون منذ “الكارثة الكبرى” وحتى ”الوحدة“

تحدث الكتاب عن ثورات أسست لـ 26 سبتمبر أغفلها المؤرخون وتناول أسباب فشل حركات التحرر

استعرض الكتاب لـ”يمن ديلي نيوز” عبدالله العطار: كتاب اليمن الجمهوري” للشاعر عبدالله البردوني، صدر عام 1997م، في (٥٤٤ صفحة)، مقسمة على (11 فصلا)، بدأه بمقدمة تحت عنوان “إلمامة من بعيد”، تحدث فيها عن الحضارات اليمنية السبئية والحميرية وغيرها، وركز على انهيار ”سد مأرب“، للمرة الخامسة، وضعف الدولة حينها الذي كان سببا في ذلك الانهيار، الذي قال إنه ”مثل نكبة اليمن الكبيرة“، ثم عرج عن مكانة بعض المدن العلمية والثقافية وأهمها صعدة في عهد الهادي.

وبعد المقدمة، بدأ الكاتب في الفصل الأول، كتمهيد تناول فيه أسباب قيام الثورة اليمنية، وأساس البحث عن الجمهورية من البداية؛ ثم سرد الكاتب تاريخ دخول المذهب ”الهادوي“ إلى اليمن ودور “الإمام يحيى” في توطيد “المذهب الزيدي”.

وفي الفصل الثاني الذي حمل عنوان ”اتفاق المختلفين واختلاف المتفقين“، تحدث الكاتب ”البردوني“، عن اختلاف ثقافة الثلاثينيات عن الأربعينيات وكيف أثر على ”عقلية الثوار“ في تلك الفترة، إذ اعتبر أن الثقافة التي نهلوا منها “لم تكن على قدر من الوعي الثوري كما تشير بعض الكتب الحديثة التي لم تدرس تلك الفترة بشكل دقيق”.

تحدث الفصل الثاني من كتاب “اليمن الجمهوري” عن تفجرات المناطق القبلية التي كانت تتوق إلى التغيير، إلا أن ”الإمام“ كان يخمدها فور اندلاعها، كما تحدث هذا الفصل بشكل “منصف” عن “ثورة المقاطرة”، التي اعتبرها ”من أهم الثورات في التاريخ اليمني“.

وتطرق ”البردوني“ إلى دور الثقافة في دعم الثورة، وقدرتها على رسم التاريخ، واستقرأ الكاتب في ذات الفصل، دور الشعر في نقل المعارك التي خاضها ”الأئمة“ ضد ”الزرانيق والمقاطرة“ أو القبائل إذ أنها كانت تتسم بنوع من ”تمجيد القوي على الضعيف“، حد وصف الكاتب.

كما تحدث الفصل الثاني أيضا، عن تفجرات المناطق القبلية التي كانت تتوق إلى التغيير، إلا أن ”الإمام“ كان يخمدها فور اندلاعها، كما تحدث هذا الفصل بشكل “منصف” عن “ثورة المقاطرة”، التي اعتبرها ”من أهم الثورات في التاريخ اليمني“.

التنظيمات السرية والجمعيات

ويتحدث الفصل الثالث من الكاتب، عن مسيرة الأحزاب في اليمن، وكيف بدأت بتنظيمات سرية، وبجهود بسيطة؛ سواء في الشطر الجنوبي الراغب في الانعتاق من الاحتلال البريطاني، أو الشطر الشمالي الرازح تحت وطأة الإمامية المستبدة؛ كما أنه أشار الى فترة حكم ”الإمام يحيى” ازدهرت العلوم الدينية والأدبية على عكس فترة حكم ابنه “أحمد”.

وتحدث الكاتب في الفصل الرابع عن “تنظيم الاتحاد اليمني”؛ كيف بدأ كجمعية سميت بـ”جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وهي وسيلة تتناسب مع تلك الفترة، إذ أنها طالبت بإصلاحات بسيطة تحت دعوى “الشريعة” وإن كانت تبطن انتقاد “الإمام” وسياسته المنغلقة وقتذاك.

ويرصد الكاتب في الفصل الخامس، التغيير في الوسيلة والخطاب لهذه الجمعية التي تعد أول تنظيم سياسي في عمر اليمن، واستمرت حركة الجمعية التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد اليمني حوالي 34 عامًا ؛ وانتهت عام 74 على يد حركة 13 يونيو، ومثل هذه التجربة الوليدة “تستحق التأمل”، حسب قول الكاتب.

تحدث الأديب عبدالله البردوني في الفصل الرابع من كتاب “اليمن الجمهوري” عن “تنظيم الاتحاد اليمني”؛ كيف بدأ كجمعية سميت بـ”جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وهي وسيلة تتناسب مع تلك الفترة، إذ أنها طالبت بإصلاحات بسيطة تحت دعوى “الشريعة” وإن كانت تبطن انتقاد “الإمام” وسياسته المنغلقة وقتذاك.

وتحدث أيضا، عن دور الشرائح المهمة في المجتمع اليمني ورصد دورها في تأجيج الثورة وقلب موازين المعادلات، حيث شارك الجنود في السقوط المبكر لحكومة 48؛ كما شاركوا في انقلاب 55، وانضموا للثوار والطلاب في 62.

وعرج الكاتب على دور فصيل الطلاب، الذي قال إنه “تحرك بشكل ملفت لنشر الوعي قبل أحداث 62“، كما لم يغفل الكاتب دور المرأة اليمنية في صناعة الأحداث على مر التاريخ؛ إذ عدد مجموعة أسماء لأعلام من اليمنيات مثل: (الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، الشريفة دهماء – فقيهة، صفية بنت المرتضى – فقيهة، فاطمة بنت علي – مصلحة اجتماعية، زينب الشهارية -أديبة وسياسية، نخلة الحياسية التي عوقت الجيش التركي مع بعض بنات صنعاء لمدة عشرين يومًا)، بالإضافة الى دور نساء المقاطرة اللائي هاجمن حرس الإمام دفاعًا عن بلادهن مع أزواجهن.

حركات التحرر

وفي الفصل السادس من كتاب ”اليمن الجمهوري“، تحدث ”البردوني“، باستفاضة عن حركة 48 وأسباب سقوطها مبكرًا بعد قيامها بثلاثة أسابيع، وذلك لعدم إشراك الشعب فيها استنقاصًا لأهليته من قبل النخبة التي نفذت تلك الحركة.

ومن أسباب سقوط حركة 48 مبكرا – بحسب الكاتب – سوء التخطيط وتقدير الأمور واللذان لعبا دورًا أساسيًا في شحة الموارد مبكرًا عن صنعاء، مما أدى إلى سقوطها المدوي ما إن جاءها “أحمد” مستعينًا ببعض القبائل الموالية؛ كما تضارب رأي القيادة في الجنوب والشمال والذي كان مؤثرا على تنفيذ الخطة المرسومة؛ فلم يكن من المخطط قتل الإمام أحمد وفوجئ بعض الثوار كالزبيري والنعمان بذلك الخبر.
ويشير الكاتب، إلى أن مثقفي تلك الفترة تأثروا بكتب محددة كانت متاحة لهم، أو كتب أخرى اتسمت بالثقافة التقليدية؛ غير أن ما دفعهم للخروج على الحاكم هو رغبتهم في تغيير الواقع.

من أسباب سقوط حركة 48 مبكرا سوء التخطيط وتقدير الأمور واللذان لعبا دورا أساسيًا في شحة الموارد مبكرًا عن صنعاء، مما أدى إلى سقوطها المدوي ما إن جاءها “أحمد” مستعينًا ببعض القبائل الموالية.

ويؤكد “البردوني” في هذا الفصل على أن الثقافة المتفشية في تلك الفترة كانت “ثقافة سلفية تمامًا”، كون الدين هو المعيار الأساسي لتقلد الوظائف بغض النظر عن الكفاءات، وأن الكتابات التي تناولت تلك الفترة لم تراعي حقيقة شحة الكتب.

ويسرد الكاتب في الفصل السابع، مجموعة من الحركات الهامة والتي لم تدون ضمن كتب التاريخ كونها صنفت بأنها “ثانوية” أو ليست على قدر من الأهمية كونها لم تخلق حدثًا مباشرًا؛ لكن هذا لم يمنع البتة أنها شاركت في حدوث شرارات أدت إلى ثورة 62، ومن تلك الحركات “حركة ذمار” بقيادة “عبد الله الديلمي”، الذي استفاد من سوء اختيار الإمام للعامل في ذمار ليبث سخطه على الإمام بالتململ من عامله في ذمار “علي الهمداني”؛ وكيف أن اليمن فوجئت بتلك الصرخة التي انبعثت من ذمار معقل الزيدية في اليمن.

ويتحدث الفصل الثامن عن الازدواجية والثنائية في ثورة 55 التي وصفها الكاتب بالانقلاب، حيث نفذها “الإمام عبد الله” بالتعاون مع “الثلايا” وفشل بسبب عدم التنسيق بين مختلف المعسكرات، مشيرا إلى الازدواجية في العقلية الثورية إذ أنها في مرحلة من المراحل زجت بنفسها في أتون الخصامات العائلية ووقفت مع إمام ضد آخر!.

ثورة 62 والجمهوريات الثلاث

وفي الفصل التاسع، يتحدث “البردوني”، عن ثورة 62 ويشرح الخطوط التي تدفق منها سبتمبر، وتحدث عن تطور حركة القوى القبلية والعسكرية في اليمن؛ إذ أنها بدأت خصاماتها فيما بينها؛ ثم اتحدت ضد الأتراك، ثم اتحدت تحت لواء الإمامية، ثم استقلت بنفسها وصارت جزءًا من الشعب وذلك لارتفاع نسبة الوعي بين صفوفها.

وتحدث الفصل التاسع، عن الجمهوريات الثلاث التي أعقبت ثورة 62، حيث بدأت الجمهورية الأولى منذ 62 وحدث فيها صراع بين الملكين والقوات المصرية التي جاءت لتساعد الجمهوريين في اليمن.

وقامت الجمهورية الثانية، في 67 ولكنها سقطت بسبب الخلافات المتفاقمة بين صفوف الثوار أنفسهم، في حين قامت الجمهورية الثالثة في 77 وكافحت لتواصل جذوة الثورة اشتعالا، وذلك بعد أحداث 13 يونيو 74، وفقا للكاتب.

أخطاء الثوار

وأشار الكاتب “عبدالله البردوني”، في نهاية الفصل التاسع من كتاب ”اليمن الجمهوري”، إلى مجموعة من الأخطاء التي وقع فيها الثوار في تلك الفترة لنقرأها ونستفيد منها؛ منها: “أنهم ركزوا على الإمام ولم يركزوا على الوضع والبديل القادم”.

كما تحدث الكاتب في الفصل العاشر، عن المشاكل والأخطاء التي رافقت أنظمة الحكم الجمهوري، عقب ثورة62، منها ما هو أخطاء موروثة مثل الاتحاد على هدف واحد وهو إسقاط الإمام، وغياب الرؤية عن البديل الأنسب، والمعايير التي يجب أن تؤخذ في بناء الدولة الجديدة.

وتحدث عن الفساد الذي قال إنه استشرى في عهد الثورة مما قاد إلى تساؤل حول حقيقة أهمية الثورة من عدمها!، مؤكدا أن تحقيق مرحلة التجاوز هو مسؤولية جماعية لا تقع على عاتق فئة دون أخرى.

وتساءل الكاتب أيضا، حول حقيقة استفادة البعثات الدراسية للطلاب اليمنيين في الخارج، وأهمية وجود الخبراء لحل المشاكل الوطنية! وذكر أن البعثات لا قيمة لها إن لم تنبع من احتياجات البلد نفسه؛ أما مشكلة الخبراء ستظل قائمة كونهم يفتقرون إلى الإدارة المحلية، وأكد على أن الاهتمام بقضية الأمن يأتي على رأس مطالب التنمية فلا قيمة لقطاع التنمية في التعليم والصحة طالما بقي عصب الأمن تالفًا!

أبدى الكاتب رأيه في انتفاضة المقاطرة التي قال عنها بأنها الثورة الحقيقية التي أسست لثورة ٢٦سبتمبر، وكان للمؤلف هدف ضمني في هذا الكتاب وهو عدم تغافل تلك المواقف الثورية والحركات ونقلها للأبناء لتبقى متصلة عبر التاريخ وأن يوضح الآباء للأبناء تلك الأخطاء التي وقع فيها المناضلون الثوار

وحمل هذا الفصل عنوانًا عريضًا؛ ”الديمقراطية بين الإعلان والممارسة”، إذ أنها كانت عنوانًا فضفاضًا يستخدمه الساسة والمثقفون اليمنيون دون أن يتفقوا على معاييره، لهذا فشلت كثير من المحاولات للوصول إليها حتى اللحظة.

وتناول الفصل الحادي عشر، باستفاضة الحديث عن الوحدة اليمنية بين الشطرين الجنوبي والشمالي، وكيف تمت؛ ثم تحدث عن رؤساء اليمن الجمهوري وسرد بعض سيرتهم ونضالهم الثوري.

وأكد الكاتب ضمن سياق هذا الفصل على مفهوم الثائر من حقيقته إلى تحقيقه، فحقيقته لا تكفي وإنما تحتاج إلى معايير ليكون ثائرًا حقيقيًا؛ أبرز تلك المعايير هو أن يقدم مصلحة الوطن على مصلحة أي شيء.

خلاصة الكتاب

من خلال الاطلاع على فصول الكتاب، استشفينا توجه المؤلف وآرائه حول الجمهورية اليمنية وموقفه من الثورة؛ فقد كان المؤلف ثوريا من الطراز الأول، وكان في كل نقطة يبين الأسباب التي أنجحت الحركات أو أفشلتها وأغلب الحركات التي فشلت مثل حركة 48 وحركة 55 وغيرها من الانتفاضات، حيث أن السبب الرئيسي لفشل تلك الحركات هو عدم التنسيق مع المعسكرات ومع باقي الفصائل وعدم التخطيط المسبق وهو ما جعل الإمام ينتصر عليها.

وأبدى رأيه في انتفاضة المقاطرة التي قال عنها بأنها الثورة الحقيقية التي أسست لثورة ٢٦سبتمبر، وكان للمؤلف هدف ضمني في هذا الكتاب وهو عدم تغافل تلك المواقف الثورية والحركات ونقلها للأبناء لتبقى متصلة عبر التاريخ وأن يوضح الآباء للأبناء تلك الأخطاء التي وقع فيها المناضلون الثوار التي وضحها في الكتاب ليستفيدوا منها ويستمروا في إكمال ثورة الآباء ويصححون ما وقع به السابقون وألا نتغافل عن ذلك.

رحم الله عبدالله البردوني الثائر الحر وكل الشهداء ولتستمر الثورة والجمهورية إلى الأبد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading