- مشير الشرعبي
يا أيها الآحباب يا عُشاق الكلمة والحرف الطيب لا نملك سوا أن نذرف الدمع ونقتات الآلم علي روح المفكر والأديب والشاعر/ عبدالله البردوني الملقب “بالشاعر البصير”؛ ٣٠ – أغسطس-2019 هي الذكري العشرين للرحيل المفكر والآديب والشاعر اليمني عبدالله البردوني شاعر الوطن والشعب والانسانية.وبهذه المناسبة الجليلة علي قلوبنا جميعاً دعونا نثري علي مسامعكم الطيبة بعض من حياة هذا الفيلسوف اليمني الكبير.
فالخلود لما قاله البردوني الذي جاء من أقصي القصيدة من أجل إحياء هذه الأمة بجمالية النص الشعري والصورة الشعرية التي لا تعتمد علي المجاز تحديداً وإنما تعتمد علي تجاوز اللغة من معناها الي معنى لا يتصوره أحد!!
كلماته لها دلالات بعيدة..فشاعرنا (البردوني) أستطاع أن يزاوج بين الأشياء وهي متناقضة ويماثل بينهما وهي بعيدة..هكذا عرفنا هذا الشاعر العملاق في شعره وكتاباته وفلسفته أيضا..وفي اسلوبه التجديدي للقصيدة كان مختلفاً تماماً عن الكثير من الشعراء الكبار.. فالبردوني يُعد في أول قائمة الشعراء العرب الكبار ويمتاز عنهم أنه كتب القصيدة الكلاسيكيه والتقليديه أيضا. ويعد من شعراء الحداثه أيضاً..حيث كانت بدايتهُ في الاربعينيات وحتي تسعينيات هذا القرن. ترك البردوني ثروة هائلة من الشعر والادب العربي.وله أكثر من 14 ديواناً شعرياً وتعتبر من أرقى وأعذب الشعر العربي الحديث..كان شاعراً واديباً ولغوياً من الطراز الاول من خلال طابعه الخاص المعروف (بطابع البردوني) الذي كان يمتاز به. وله لغته الخاصة في التخاطب والسخرية أيضاً ولدغ الحكام ومقارعة الفساد.. البردوني شاعراً ومناضلاً تصدي للطغيان و الظلم والإستبداد والفساد وهذا ما جسده في شعره.وكان له إيضاً مواقف ضد الإمامة والتخلف والجهل.وما تجده في شعر البردوني هو الرؤيا والتنبؤ بالثورات والاحداث التي شهدتها اليمن والوطن العربي بأكمله.. البردوني شاعر الانسان والإنسانية كان يخاطب كل شئ في شعره ..عندما تقرأ شعر البردوني كأنك تقراء الوطن والمجتمع بكامل تفاصيله؛ تاريخاً وإنساناً وارضاًٍ..فشاعرنا هو مديح اليمن العالي بكل أطيافه وفئاته.. كما أعتز شاعرنا بيمنيته ووطنيته نحن نعتز بشعره وكتاباته الخالدة مدى الازمان.
فالبردوني يمنياً بحيث أن يمنيته لا تتطغى علي عروبته وعروبيته لا تتطغى على إنسانيته..فهو يمنياً عربياً إنسانا.. فالثقافة الإنسانية التي يمتلكها البردوني تجعله ينبع من التربه اليمنية ويلتحف بالعروبة وينشد الإنسانيه..هكذا عاش البردوني شاعراً وأديباً ومفكراً وإنساناً..رغم المرض والفقر الذي الما به منذ الصغر وأفقداه عيناه..ولكنه لم يفتقد أحاسيسه وإنسانيته وعروبته كان يتحدث عن كل شئ كأنه يراه بأم عينيه.. وما كان يؤلم البردوني هو أن هذا البلد عاش منذ فترة طويله في تخلف وفقر وحروب.وهذا ما كان يعتصر في قلبه حتي خلد كل هذه المعاناه والآلم كشلالات وأنهار من الشعر والادب المحمله بمعاناة واوجاع الشعب اليمني والمأسي الإنسانيه التي جسدها في شعره.. البردوني كان يمتلك إرادة قوية ولهذا كان أمتداداً للواقع اليمني وبكل جغرافيته..كان مؤمناً بالشعب وبإرادته القوية في مقارعة الحُكام والظلم؛ وما يميزهُ إيضاً إنه كان وطنً في قصيدة وقصيدة وطن نعتز بها..كان يحمل هم شعباً وهم وطن إيضاً كان يعيش الحياة بكل تفاصيلها تارة..ويكتبها بكل تفاصيلها تارة أخرى.. الأعمى المبصر أكثر منا!! هكذا أطلقوا عليه الكثير من الأدباء والشعراء والنقاد العرب..حيث تنبأ بالكثير من الأحداث والثورات وحينما تقراء له قصيدة (كانوا رجال) وكأنها كُتبت الآن في ظل هذه الاحداث والمتغيرات التي تشهدها اليمن والوطن العربي كله.. البردوني كان يعشق صنعاء عشقاً خرافياً يتحدث عنها وكأنها أمه ..حيث قال عنها : ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي.. مليحة عاشقة السل والجربُ.. ماتت بصندوق وضاحِ بلا ثمنٍ… ولم يمت في حشاها العشق والطربُ.. البردوني تعرض للكثير من الظلم والتهميش والنسيان والإهمال حد النكران من قبل السلطات اليمنية.لانه كان اليمني الوحيد الذي يقف بوجه الظلم والاستبداد وطغيان الحُكام.. عانا كثيراً بسبب مواقفه الشجاعه التي عرضته لمتاعب كثيره حتى ألقي به في السجون..البردوني كان يمتلك نظريته الخاصه وايمانه الراسخ بقضيته ووطنيته.ونظريته الخالده عن الحكام هي (وما الحاكمون بلا سمعاً ولا بصراً ولا لساناً فصيحاً يحبه الناس) فدفع الثمن وهو حياً وميتاً..فالبردوني ظُلما طيلة حياتة.. كان شعره حزيناً يُعبر عن حزن شاعراً علي وطن كما نعيش الآن حزن وطناً علي شاعر.. البردوني كان شغوفاً بحبه لهذا الوطن وكل حبهُ كان وطناُ خالداً..رحل عنا والحب يملأ قلبهُ لهذا الوطن… كيف نودعك يا شاعرنا ونحن لا نريد ذالك..رحلت عنا مبكراً …إي أديباً كنت يا الفيلسوف الراحل..فالخلود لما قلتهُ.. ومن الصعب جداً أن نقول عليك يا شاعرنا أننا فقدناك..لان أفكارك وشعرك وكتاباتك ما زالت حيه لا تموت وحافزاً اساسياً لنهضة شعب حراً وابياً!! فضيع الجهل ما يجري… والافضع منه إنك تدري.. هكذا تركنا هذا العملاق وترك لنا ثروة من الادب والشعر البعض منها لم ترى النور بعد!!! “رحمة الله تغشاك يا أيها الفيلسوف” «الخلود لروحك وإنسانيتك والمحبة والسلام لــشعرك وكتاباتك»؛؛؛