خبراء الجيولوجيا يفتحون صفحة جديدة بعد زلزال المغرب.. أمر غريب حدث 

لا خيمة تظللها سوى أرض المغرب

13 سبتمبر 2023

“نص خبر”-وكالات

مضى أكثر من مئة ساعة على زلزال المغرب، وخلافا لزلزال تركيا في فبراير الفائت، لا أثر لحياة تحت الأنقاض نظرا للبيوت الطينية التي تفتقر الى الدعائم والحديد المقوى، وبذلك يكون كل مفقود في عداد القتلى لتغدو الحصيلة التقريبية نحو 3 آلاف قتيل و5530 مصابا، علما أن الرقم الحقيقي أكبر بكثير.

وكانت استقبلت مستشفيات مراكش وحدها نحو 2200 مصاب من ضحايا الزلزال من بينهم حوالي 500 من الذين تعرضوا لإصابات بليغة.

وأظهرت صور بثها التلفزيون الرسمي تجوال الملك في عدد من أقسام المستشفى وغرف المرضى للاطمئنان على أوضاعهم الصحية ومستوى الخدمات المقدمة. واختتم زيارته للمستشفى بالتبرع بالدم لضحايا الزلزال.

مئة ألف طفل

وفي سياق حشد جهود دعم المتضررين من الزلزال، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن التقارير التي تلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” تشير إلى تأثر ما يقرب من 100 ألف طفل بالزلزال في المغرب. وأكد دوغاريك أن اليونيسيف قامت بتعبئة طاقم العمل الإنساني لدعم الاستجابة الفورية على الأرض.

وتشكل الطبيعة الوعرة لمعظم المناطق التي ضربها زلزال الجمعة أكبر التحديات أمام فرق البحث والإنقاذ التي تسابق الزمن للوصول إليها وبدء عمليات الحفر والانتشال من تحت الأنقاض، وما زال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعبًا بسبب الانهيارات الأرضية.

خبراء

بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية فإن الزلازل بهذا الحجم في المنطقة غير شائعة، ولكنها متوقعة، فمنذ عام 1900 لم يقع أي زلزال بقوة 6 أو أقوى ضمن مسافة 500 كم من هذا الزلزال، ولم تقع سوى 9 هزات بقوة 5 فأكبر على المقياس، ولم تتجاوز قوة أيٍّ منها 6 درجات على المقياس، وهذا هو في الحقيقة أول وأهم أسباب قوة هذا الزلزال، فرغم أن هناك فرقا بدرجة واحدة على المقياس بينه وبين زلزال يقع أسفل 6 درجات، فإن هذه الدرجة لها تأثير هائل.

 

ويشير مقياس الزلازل عموما (الذي بات يُستخدم حاليا بدلا من مقياس ريختر) إلى قدر الطاقة التي تُطلق في أثناء حدوث الزلزال، لكن هناك ملحوظة مهمة، وهي أن تصاعُد مقاييس الزلازل يكون عادةً لوغارتميًّا، أي إن صعود مقياس زلزالٍ ما من 5 إلى 6 إلى 7 لا يعني انتقالا مثل درجات السلم، بل قفزات تتسع كلما صعدنا إلى الأعلى، فالزلزال بمقياس 6 درجات أكبر بعشرة أضعاف من زلزال بمقياس 5 درجات، وأكبر بمئة ضعف من زلزال بمقياس 4 درجات! يوضح ذلك أن كل كسر عشري بسيط في مقياس الزلزال يعني قفزة هائلة في حجم الكارثة.

طاقة الزلزال

الطاقة الخارجة من زلزال مراكش آسفي تُقدَّر بنحو 240 كيلوطن من مادة “تي إن تي”، وهذا رقم هائل يعادل مثلا أكثر من 10 أضعاف قنبلة الرجل السمين النووية التي ضربت مدينة ناغازاكي اليابانية، لا يعني ذلك أن الأمر يشبه إلقاء 10 قنابل نووية على المغرب، ولكن يعني أن الطاقة الخارجة من الزلزال، تحديدا في بؤرته (Focus) داخل باطن الأرض، تساوي هذا القدر من الطاقة، لكن هذه الطاقة تسافر في صورة موجات لتتوزع في كل مكان بالكوكب، ولكن يظل أكبر مكان يتلقى الضربة هو الذي يقع فوق البؤرة بالضبط، ويسمى “المركز السطحي” (Epicenter)، في حالة زلزال المغرب كان المركز جنوبي مراكش على مسافة نحو 75 كيلومترا كما أسلفنا.

أمر غريب

يعد الزلزال الأخير في المغرب الأقوى في السنوات الـ 60 الماضية، وفاقت قوته قوة الزلزال الذي ضرب منطقة الحسيمة في أقصى شمال المغرب عام 2004، وأودى حينها بحياة أكثر من 600 شخص. وبهذا الخصوص، وصف كبير الباحثين في معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والخبير في زلازل منطقة شمال إفريقيا سيرغي بولينيتس، هذا الزلزال وتوابعه بأنها غير عادية ، لحدوثه في صفائح لم يسبق أن رصد بها نشاط زلزالي.

 

كما لفت الخبير إلى أن الأمر غير المعتاد أن الصفائح الأفريقية والعربية أصبحت أكثر نشاطاً، وأن القارة الأفريقية تتأثر بنشاط زلزالي لم يكن ملحوظاً من قبل، وهذا الأمر غير معتاد

وأشار إلى احتمال حدوث هزات أرضية ارتدادية أوسع في المستقبل القريب في منطقة شمال أفريقيا، تبعاً لقانون توهين بعد حدوث زلزال قوي.

 

زلزال كسر القاعدة

من جانبها، روت صحيفة ” El Confidencial” الإسبانية كيف استيقظ المغرب في رعب بسبب هذا الزلزال الذي ضرب جنوب شرق البلاد وأودى بحياة نحو 3000 شخص، ووصفته أيضاً بأنه زلزال غريب ، لم يحدث في منطقة زلزالية.

 

ونقلت الصحيفة عن أستاذ قسم هياكل المباني في جامعة إكستريمادورا، خوسيه كارلوس سالسيدو، قوله: إن الزلزال الأخير لم يحدث في منطقة معرضة للزلازل، في حين أن المنطقة التي يرجح فيها النشاط الزلزالي توجد في شمال المغرب، حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان، أفريقية وأوراسية، في منطقة بحر البوران، بين ساحل ملقة وشمال إفريقيا

 

وأفاد الخبير الإسباني بأن المنطقة التي وقع فيها الزلزال تقع على مسافة كبيرة من تقاطع هذه الصفائح ، في حين رأت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن سبب الزلزال في هذه الحالة، كان صدعاً عكسياً على عمق ضحل في الأطلس الكبير في المغرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.