تحتاج إلى تأمين الضوء والمياه والرطوبة

النباتات المنزلية.. «خُضرة » تبعث الراحة

صورة

تضفي النباتات في المنزل جوا طبيعيا مميزا، إذ تمنح المكان رونقا خاصا، يمد محبي الطبيعة بالإحساس بالراحة والهدوء وسكون المكان. ويعد انتقاء النباتات المنزلية من المهمات الصعبة، لكونها تتطلب عناية خاصة داخل المنزل، تختلف عن تلك التي تحتاج إليها حين تزرع خارجه، إلى جانب ذلك، أن اختيار النباتات المنزلية يتطلب الكثير من الدقة، لانتقاء ما يناسب الجو الداخلي من إضاءة وحرارة، دون أن يؤثر في نمو وحياة النبتة، ولا يتوقف أثر النباتات في الجانب البيئي الذي تضفيه داخل المنزل، وإنما أيضا في كونها تعد جزءا من ديكور المنزل.

شروط

أفضل النباتات المنزلية

تعد النباتات الاستوائية أفضل النباتات التي تزرع في المنزل، كونها لا تحتاج إلى الكثير من العناية، كما أن شروط توفير الضوء والحرارة والرطوبة لها من الأمور السهلة، بالاضافة إلى أنها لا تتطلب الكثير من الهواء، كما أن نموها يكون سريعا، ولا يستلزم الكثير من الوقت، أما أكثر أنواع النباتات التي تزرع في المنزل، فهي: ذهبية كرمة، ونبتة العنكبوت، ونبتة الصبار، والبروملايد، والخيزران.

مجموعة من العوامل أو الشروط لابد من توفيرها داخل المنزل، حين تدخل النباتات الإضاءة وكذلك حرارة الغرفة والرطوبة وشكل الغرفة. وتعد الاضاءة من العوامل الاساسية التي تحتاج إليها النباتات المنزلية، والتي يمكن وصفها بأنها نباتات الظل، كونها تحب الظل إلى حد كبير، وتعد 100 شمعة ضوئية الكمية المناسبة من الضوء للنبتة في مساحات معينة، مع الالتفات إلى وجوب تحريك النبتة بين وقت وآخر في الظل، لضمان نموها من جميع الأطراف بطريقة متساوية، إذ من الممكن أن يؤثر عدم تحريكها في عدم توازن نموها وطولها.

وتتباين تصنيفات الضوء في المنزل بين الضوء الساقط أو المشتت أو الخافت، بحسب طريقة الإضاءة التي تدخل المنزل، والتي قد تكون مباشرة من خلف ستارة في الضوء الساقط، أو بعيدة بمسافة مترين عن النافذة في الضوء المشتت أو خافتة، إذ تكون نسبة الاضاءة التي تدخل المنزل من خلال النافذة قليلة جدا، ولابد من مراعاة أنواع الضوء الموجودة في المنزل قبل اختيار النبتة، لانتقاء ما يمكن ان يعيش في هذا الجو.

وتحب نباتات الظل الورقية الاضاءة الخافتة، ومن أنواعها: انجلونيميا، لاتانيا، بوتس، بينما في المقابل لا توجد نباتات ظل مزهرة تحب الاضاءة الخافتة، أما النباتات التي تتحمل شدة الاضاءة، فيمكن أن تنمو في مكان قريب من أشعة الشمس أي بالقرب من النوافذ، كونها تتحمل نسبة اضاءة تراوح بين 100 و500 شمعة ضوئية، ومن هذه النباتات: نبتة جلد النمر، ونخيل فونكس، والورد، وتحتاج النباتات الى فترة تمتد من 12 الى 16 ساعة من الضوء، وإلى ثماني ساعات من الظلام.

أما في ما يتعلق بحرارة ورطوبة الغرفة، فهي من الأمور الأساسية لضمان صحة أوراق النبتة وجذورها، وتعد الحرارة التي تراوح بين 12 و18 درجة مئوية، الأنسب لنمو النباتات، وتعد هذه الحرارة من أنسب درجات الحرارة للنباتات الاستوائية والتي تعد من أكثر النباتات شيوعا داخل المنازل، ولا يمكن للكثير من النباتات العيش في الأماكن المتميزة بصقيع جوها، كما أنه في المقابل لا يمكن تعريضها للماء الساخن الذي يؤثر في نموها، أما في حال كانت حرارة الغرفة أعلى من هذه الدرجة، فيمكن زيادة نسبة الرطوبة للنباتات عن طريق رش سطحها برذاذ الماء مرات عدة في النهار، وهناك مجموعة من النباتات التي تحتاج الى حرارة أعلى من هذه الدرجة، لكن اجمالا معظم النباتات تنمو مع هذه الدرجة المئوية المتوسطة.

ري وتربة

تعد كمية المياه التي تقدم الى النباتات أساسية في الحفاظ على صحتها، إذ إن معظم مشكلات النباتات وتلفها يكون بسبب نقصان الري أو زيادته، وإن تحديد عملية الري ونسبة المياه التي تحتاجها النبتة، تنبني عليهما عوامل عدة، منها نوعية التربة، وحجم النبتة وحجم الوعاء الذي توضع فيه، وحرارة الغرفة وسرعة فقدان المياه. وعلى الرغم من عدم وجود تحديد علمي لكمية المياه التي تحتاجها النبتة، فإن البعض يرى أن تحديد كمية مياه الري، وكذلك عدد المرات في الاسبوع من الأمور التي تحتاج الى دراسة، فيقومون بري النبتة لمجرد رؤية سطحها جافا.

أما في الواقع، فقد تكون التربة جافة، لكن القعر لايزال يحتفظ بنسبة كبيرة من المياه ولايزال رطبا وبالتالي لا تحتاج للري، لهذا ينصح خبراء الزرع بأن يقوم المرء بوضع اصبعه داخل التربة، لمسافة تصل الى ثلاثة سنتميترات لتحسس نسبة الرطوبة عند هذا المستوى في التربة، وبالتالي تحديد حاجة النبتة للمياه.

وتلائم النباتات المنزلية معظم أنواع التربة التي تتوافر في الأسواق، إذ لا يحتاج المرء الى تعقيمها، فهي تكون معدة بطريقة لا تسمح بنمو الحشرات في داخلها. أما السماد الذي يضاف الى النباتات بهدف تحسين نموها، فتعد حاجة النباتات المنزلية له، أقل من غيرها، نظرا لاحتوائه على نسبة من الاملاح. ويجب اختيار النوعية الجيدة من السماد، الذي لا يحتوي على نسبة عالية من الأملاح التي تضر بالنبتة وتؤدي الى تلف الجذور. ويمكن معرفة اكتفاء حاجة النبتة من السماد من خلال توافر طبقة بيضاء على سطحها. ويجب ان تتفاوت الكمية المعطاة للنبتة من السماد بحسب الفصول، فلابد من تقليل الكمية في فصل الشتاء بسبب نقصان الحرارة والضوء. وفي ما يتعلق بالأوعية الخاصة بالنباتات، فتتباين بين الزجاجية والمعدنية والبلاستيكية، وهي تتميز بكونها تمنع تبخر المياه، وبالتالي لا ترهق المرء بالري المستمر، أما الأوعية الفخارية، فهي الأكثر شيوعا، وتعد الأفضل على الرغم من ثقل وزنها، لأنها تتخلص من الماء الزائد عند الحاجة، ويفضل في جميع أنواع الأوعية اختيار الأوعية ذات الثقوب في الاسفل، لأنها تتخلص من الكمية الزائدة من الري فورا.

تويتر