خرائط جغرافية مبتكرة بأنامل طالبات

تنوعت بين المجسمات والتطبيقات الذكية
23:31 مساء
قراءة 4 دقائق
متابعة: هديل عادل
انعكست رؤية الحكومة الرشيدة للدولة نحو خلق بيئة محفزة للابتكار، وجمع الطاقات الوطنية لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار، على جهود طالبات قسم الجغرافيا والتخطيط الحضري بجامعة الإمارات، في ابتكار خرائط جغرافية ذكية، تخدم مستخدميها بأفضل الطرق وأسرعها، إذ صممت الطالبات تطبيقاً ذكياً للمكفوفين، وخريطة إرشادية لحديقة الحيوانات، وأخرى توضيحية لحقول النفط والغاز الطبيعي في الدولة، إلى جانب مجسم لتوزيع البراكين في العالم، لتوضيح المعلومات بسهولة ويسر للجميع.
وتقول د. نعيمة الحوسني، أستاذ مساعد في علم الخرائط بجامعة الإمارات، وعضو في منظمات دولية لعلم الجغرافيا والخرائط: «بناءً على توجهات حكومة الدولة بشأن دعم الابتكار والأفكار الإبداعية، كان علينا في قسم الجغرافيا والتخطيط الحضري، أن نواكب هذه الطفرة الابتكارية في استخدام علم الخرائط، الذي يلعب دوراً كبيراً في خدمة الإنسان في جميع جوانب الحياة، ولاشك في أن التطور الحالي في مجالات التكنولوجيا والبرامج العلمية أسهم في تطوير الخريطة في شكلها واستخداماتها، وذلك لتساعد مستخدميها على الوصول للمعلومة بطريقة سهلة وميسرة، ولهذا فإننا نعمل من خلال مساق علم الخرائط، على تشجيع طلابنا على الابتكار والتجديد في أساليب تصميم الخرائط الجغرافية، لتواكب متغيرات العصر ومتطلباته، وما يجدر الإشارة إليه أن مشاريع طلبة قسم الجغرافيا والتخطيط الحضري في علم الخرائط، شاركت في المؤتمر الدولي الخامس لرصد الأرض ودراسة التغيرات المناخية، والمؤتمر الدولي السابع بشأن تقنيات المعلومات الجغرافية لإدارة الكوارث الطبيعية في جامعة الإمارات».
أنجزت كل من الطالبات سارة العامري وشمسة المنصوري وأميرة عادل وكليثم الكعبي وفاطمة النقبي مشروع خريطة المكفوفين الذكية. وتشرح سارة العامري فكرة تصميم الخريطة، وكيفية الاستفادة منها، قائلة: «استخدامنا لغة برايل في رسم حدود الدولة، وكتابة العناوين الخاصة بها، وأضفنا لمجسم الخريطة، الذي نفذناه باستخدام مادتي الشمع والسيليكون، حتى تكون آمنة في الاستخدام، جهازاً لوحياً صغيراً (آيبود) ليزوّد المكفوفين بمعلومات خاصة عن كل إمارة، من حيث موقعها الجغرافي والأماكن السياحية والترفيهية والخدماتية المتوفرة فيها، وسنطور المجسم من خلال تزويده بقلم إلكتروني، يستطيع المكفوف من خلاله سماع المعلومات المتوفرة عن المنطقة بمجرد لمس حدودها، أيضاً سنحول فكرة خريطة المكفوفين إلى تطبيق يعمل على الهواتف الذكية بسرعة، ومرونة أكثر في الاستخدام».
وصممت الطالبات حلا إبراهيم وخلود الكعبي وصباح السقاف وفاطمة الدرعي وعائشة الخزيمي، خريطة مبتكرة لمساعدة زوار حديقة الحيوانات في الاستدلال على أماكن الحيوانات فيها. وتقول حلا إبراهيم عن ابتكارهن: «الخريطة عبارة عن مجسم لحديقة الحيوانات يساعد زوارها على الوصول لأماكن الحيوانات عن طريق الضغط على مفاتيح مختلفة فيها، بحسب المكان أو الحيوان الذي يريد المستخدم زيارته، فيضيء الطريق المؤدي إلى المكان أو الحيوان، ولكل طريق لون مختلف يميزه عن غيره، كما تتميز آلية عمل الخريطة بسهولتها ووضوحها، ويمكن الأطفال التعامل معها ببساطة، وعرضنا المشروع في المؤتمر الدولي لرصد الأرض، ونتطلع إلى تطويره من خلال إضافة خاصيتي الصوت والحركة في تتبع الطريق للوصول إلى الحيوانات، ما يزيد من فعالياتها وجاذبيتها للأطفال، وخدمة فئات أخرى في المجتمع».
منطقة برج خليفة وما حولها من معالم رئيسية وخدمات، كانت الموضوع الرئيسي للخريطة التي صممتها كل من الطالبات فاطمة الشحي وفاطمة الطنيجي وشيخة الشحي وشيماء الشحي. وتوضح فاطمة الشحي فكرة عمل الخريطة التفاعلية، قائلة: «حددنا منطقة برج خليفة، وما حولها من أهم المعالم السياحية الموجودة فيها من فنادق وحدائق ومدارس ومساجد، وتجسيدها في مجسم باستخدام لون خاص، لكل معلم سياحي كالآتي: الفنادق باللون الأحمر، والحدائق باللون الأخضر، والمدارس باللون الأبيض والمساجد باللون الأزرق، ويستطيع المستخدم الاستفادة من هذه الخريطة في التعرف إلى الأماكن التي يرغب في زيارتها من خلال استخدام مفتاح الخريطة، والضغط على المكان المراد زيارته، فيظهر اللون المعبر عنه في الخريطة، أيضاً مزودة بمطوية تشرح مميزات الأماكن السياحية في هذه المنطقة بشكل مبسط».
وابتكرت الطالبتان مروة محمد السويدي، وعذبة أكرم الزبيدي، خريطة توضيحية لحقول النفط والغاز الطبيعي في الدولة، لتسهيل طريقة التعرف إلى أماكنها وحفظها. وتعتبر مروة السويدي أن مشاركة الأفكار وتبادل المعلومات التي تساعد على توليد أفكار جديدة برؤى مختلفة، من أهم عوامل التحفيز على عملية الابتكار.
وحظيت البراكين وأماكنها على اهتمام الطالبات خديجة محمد، وفاطمة الشحي ونورة سيف، ومها القايدي ومريم عبدالله، إذ صممن خريطة طبيعية تجسد أماكنها حول العالم. وتقول خديجة محمد: «وزعنا البراكين على حسب نشاط البركان (نشط، أقل نشاطاً، شبه خامد)، وعبّرنا بالألوان عن التفاوت في نشاط البراكين لتوضيح الفرق بينها، فاستخدمنا اللون الأحمر للتعبير عن البركان النشط، والبرتقالي للأقل نشاطاً، والأصفر شبه خامد، وكان هدفنا من تصميم الخريطة بهذه الطريقة أن تكون سهلة الاستخدام والفهم للكبار والصغار، وأن يعرف الجميع أن هناك تفاوتاً في نشاطها من منطقة لأخرى بكل سهولة وبمجرد النظر إلى الخريطة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"