الحيوانات المولودة حديثاً أسرار صغيرة

مخيفة وغريبة التصرفات
08:20 صباحا
قراءة 7 دقائق
إعداد: محمد هاني عطوي
الحيوانات المولودة حديثاً تبدو رغم صغر حجمها مخيفة ولها تصرفات لا تقل غرابة فحيوان "الآياي" هو لَيْمور من لَيَامير مدغشقر غريب الشكل يمكن وصفه بأنه يجمع بين قواطع القوارض وآذان الخفافيش وذيل السنجاب! ومنذ ولادته يتميز هذا الحيوان الصغير بعيونه الواسعة الكروية التي تؤمن له رؤية ليلية تمكنه من اصطياد يرقات الحشرات فضلاً بالطبع عن آذانه الكبيرة التي تشبه الأبواق، والتي تمكنه من رصد وسماع تحركات فرائسه التي تحفر ممرات تحت لحاء الأشجار . ويقوم هذا الحيوان بالطرق على جذوع الشجر فإذا سمع صوتاً يدل على فراغ فمعنى ذلك في هذا المكان فريسة جيدة وحينها يقوم توسيع الثقوب وتمزيق الطبقات العلوية من اللحاء ليصل أخيراً عن طريق إصبعه الكبيرة المجهزة بمخلب إلى فريسته بكل سهولة .
ومن المشاهد الغريبة الخادعة ما نجده عند أفراد طائفة "البطنقدميات" الرخوية كالحلزون الذي يعيش في الماء العذب، وفي المحيطات وعلى البر . ومن كائنات الماء العذب المنتشرة بشكل كبير "حلزون التفاحة" .
وتوجد أكثر من 5 أنواع مشهورة عالمياً وأكثرها تم اكتشافه في القرن التاسع عشر . وتضع الإناث البيض في الماء ويقوم الذكر بتخصيبها لتفقس بعد ذلك وعند الولادة تحمل الأنثى المولود الجديد على ظهرها ليتنفس الهواء بوساطة أنبوب التنفس حيث يرفعه الى الأعلى، بينما يبقى الجسم داخل الماء وبذلك يكون أقل عرضة للهجوم من الأعداء الطبيعيين له مثل الحيوانات البرية والطيور . البيئة الطبيعية لهذا الحيوان هي المستنقعات والجداول والأنهار القليلة العمق في المناطق الحارة والاستوائية وشبه الحارة . الغريب أن الصغير يستخدم قوقعة أمه كي لا يبلل قرونه في الماء ولذا فإن حمل الأم لصغيرها الجديد لا يدل على نوع من الحنان فبمجرد أن تبيض الأم تترك بيضها وتذهب ولا يهمها من مات ومن عاش وإذا صادف أحد المولودين الجدد أمه في المكان فإنه يستغلها لهذا الأمر فعند الحلزون لا توجد مشاعر ولا عواطف .
و"اليُسْروع" هو يرقة تمثل المرحلة الثانية من مراحل حياة الفراشة . فعندما تفقس الفراشة بيضها تظهر دودة صغيرة وتبدأ في الدّبيب والأكل، وينمو "اليسروع" إلا أن جلده خلافاً لمعظم الحيوانات لا ينمو معه، وسرعان ما يصبح ضاغطاً بشدة، ثم يبدأ "اليسروع" في الاستعداد للتّخلص منه، حيث يظهر شق في الجزء الأعلى بالقرب من نهاية الرأس ثم يَنْسَلّ "اليسروع" من جلده . ويظهر جلد ناعم جديد تحت الجلد القديم، وخلال أيام يبلى ذلك الجلد أيضاً ويكرر "اليسروع" العمليّة نفسها مرات ومرات . ويظل "اليسروع" في تلك المرحلة الثانية من تطوّره من أسبوعين لأربعة أسابيع في المناطق الحارة، أما في المناطق شديدة البرودة فيستمر "اليسروع" في ذلك الطّور من عامين إلى ثلاثة أعوام لينتقل من البيضة إلى طور الفراشة . وأثناء التخلص من جلده يحاول اليسروع التخفي بألوان غريبة يستمدها من البيئة التي يعيش فيها ليحمي نفسه من الحيوانات القانصة كالعصافير وتبدو هذه الألوان كقناع حربي يرهب العدو .
طائر "الكوكاتو" من فصيلة الببغاوات التي تعيش في المناطق التي تكثر فيها الأشجار في أستراليا وغينيا الجديدة، وتكثر هذه الطيور في بعض المناطق، ولذلك فإنها تعتبر أحياناً من الحيوانات الآفات، وهي منتشرة كثيراً عند مربي الطيور، مع أنها تعتبر حيوانات أليفة . ويمكن أن يكون النداء المميز لهذه الطيور عالياً جداً . وهي تهاجر خلال الغابات التي تعيش فيها، بما فيها الغابات المطيرة الاستوائية وشبه الاستوائية . وهذه الطيور فضولية بطبيعتها، كما أنها ذكية جداً، فقد تكيفت للعيش في المستعمرات الأوروبية في أستراليا وعاشت في عدد من المناطق المدنية . ويمكن أن تعيش هذه الطيور لفترات طويلة من الزمن تصل إلى 70 عاماً في الأسر، إلا أنها تعيش 20 إلى 40 عاماً فقط في البرية . ولوحظ على هذه الطيور أنها تأكل التراب أو الطين، وهي تفعل ذلك لتزيل سمية الغذاء التي تتناوله . وتنتج هذه الطيور مسحوقا دقيقا (بودرة) لوقايتها من الماء والمطر، ولوحظ أن المخلوقات التي تتغذى على الأرض تكون معرضة لهجوم الحيوانات المفترسة، ولذلك فإن هذه الطيور قد وُهبت صفة مميزة تمكنها من حماية نفسها، فكلما وُجدت مجموعة منها على الأرض، وجد فرد واحد على الأقل في مكان مرتفع (غالباً شجرة ميتة) ليقوم بالحراسة . ويتميز "الكوكاتو" بصوت مرتفع جداً، وله أيضا رغبة طبيعية في قضم الخشب وغيره من المواد الصلبة والعضوية، ويمكن أن تتعرض هذه الطيور كغيرها من الببغاوات لمرض فيروسي اسمه مرض "منقار الببغاء وريشه"، والذي يؤدي إلى فقد الببغاء ريشه ونمو منقار غريب الشكل، وهذا المرض يصيب الببغاوات بشكل طبيعي في البرية والأسر .
ويخرج جنين سمك السلمون الموجود داخل البيضة ليصبح سمكة صغيرة ذات حويصلة، ويعمل الجنين بقوة على تحطيم الغشاء والخروج من البيضة . وعلى مدى شهر أو شهرين بعد الفقس، تختبئ السمكة الصغيرة ذات الحويصلة بين الفجوات المعتمة للحصى المنتشر في بحيرة ما أو نهر . في هذه المرحلة الجنينية يكون الكيس المحي لا يزال عالقاً على بطن السمكة الصغيرة ذات الحويصلة على شكل كرة، موفراً لها التغذية التي تحتاجها . هذا الكيس يتقلص مع تطور عملية ظهور الأسنان، والعيون الجهاز الهضمي وعندها تبدأ هذه السمكة الصغيرة من مكانها الذي تختبئ فيه بالتقاط الغذاء الذي يتحرك عند مرور المياه من خلال الحصى في هذه الأثناء يكون الجهاز التنفسي في مرحلة التطور وهو ما مكنها من التنفس عن طريق الخياشيم .
في هذه المرحلة لا يمكن لهذه اليرقات أن تسبح لأن الكيس المحي يعيق حركتها، لذلك تكون هدفاً سهلاً للحيوانات المفترسة . ولكي تتجنب يرقات السلمون هذه الحيوانات المفترسة، فإنها تتجنب الضوء وتعيش في الحصى على عمق يصل إلى 30 سم ومع تطورها تبدأ في الصعود نحو سطح وتفقد من اللون البرتقالي الفاقع، وتتخذ شكل السمكة . هذه اليرقات بحاجة إلى المياه الجارية الباردة، الغنية بالأكسجين والحصى النظيف بين الفجوات . ومن العوامل التي يمكن أن تؤثر في بيئتها الأنشطة البشرية التي تحدث اضطراباً في الحصى وبالتالي، فإننا يمكن أن نحمي هذه اليرقات من خلال منع الأوساخ والملوثات الأخرى من الدخول في الماء . وعندما يتم التخلص من الكيس المحي تماماً، فإن طول اليرقات يبلغ حوالي 5 .2 سم ولذلك يجب عليها الخروج من الحصى والبدء في البحث عن الطعام في فصل الربيع عندما تبدأ درجة حرارة الماء في الارتفاع، وعندما تظهر الطحالب والعوالق في البحيرات .
وتعتبر الضفادع الثعبانية "الجيمنوفيونا" من البرمائيات التي تشبه ظاهرياً ديدان الأرض أو الثعابين، وتعيش هذه الأنواع في الأرض متخفية، وقد أجمع الباحثون على أن جميع أنواع الضفادع الثعبانية وأقرانها الموجودة في الحفريات هي من سلالة أحادية من البرمائيات عديمة الأرجل . وتوجد معظم هذه الأنواع في المدارات الاستوائية مثل جنوب ووسط أمريكا وإفريقيا وجنوب آسيا . ويتميز جلد هذه الضفادع بالعديد من الحلقات على شكل دوائر، وتحيط جزئياً بالجسم، بحيث تمنحها مظهراً مقسماً كما يحتوي الجلد مثل البرمائيات الحية، على غدد تفرز مادة "التكويسين" السامة التي تعيق بها فرائسها . والأنواع التي تمثل هذه العائلة تتميز بأنها تنفرد بزعانف دهنية على طول الجزء الخلفي من الجسم، والتي تعمل على تحسين حركاتها في المياه . كما تتميز بوجود زوجين من المجسات، تقع بين العين والأنف تستخدمها من أجل رفع قدرتها على الشم، إضافة إلى الحاسة الطبيعية للشم التي تعتمد على الأنف . وبالنسبة لبعض الأنواع فإن صغار الضفادع الثعبانية تكون منسلخة عند الفقس، ويفقس البعض الآخر على شكل يرقة . واليرقة ليست مائية بشكل كامل، لكنها تقضي وقتاً في أثناء النهار في التربة قريبة من الماء . ويتغذى الجنين داخل الأنثى على خلايا قناة المبيض التي تأكل مستخدمة أسناناً خاصة للكشط . وعندما يفقس البيض تغذي الأم صغارها من خلال تطوير الطبقة الخارجية من الجلد، الغنية بالدهون حيث تمكن الصغار من النمو عشر مرات ضعف حجمهم في غضون أسبوع . ويتم استهلاك الجلد كل ثلاثة أيام، وهو الوقت الذي يكفي لنمو طبقة جديدة من الجلد .
و"الباندا" أو "الدب الصيني" حيوان ضخم من عائلة الدب موطنه الأصلي جنوب وسط وجنوب غرب الصين . الذكور أكبر حجماً من الإناث وتزن ما يقرب من 110 كيلوغرامات، بينما تزن الإناث ما يقرب من 95 كيلوغراماً . يتراوح طول جسم "الباندا" بين 40 سم ومتر واحد . وتلد الأنثى صغيراً واحداً أو اثنين والصغار عند الولادة تزن ما بين 90 و130 غراماً فقط وهي عبارة عن 1 / 900 من وزن الأم عادة . وتولد الصغار عمياء وعاجزة عن الحركة وتحتاج إلى عناية الأم التي تختار عادة عند ولادة اثنين أحدهما وتترك الآخر ليموت بعد وقت قصير من الولادة . ولا يعرف العلماء حتى الآن كيف تختار الأنثى الصغير وهذا موضوع البحوث الجارية، والأب ليس له دور في المساعدة على اختيار الصغير . ويحتاج الصغير إلى حليب أمه لأكثر من 6-14 مرة في اليوم لمدة تصل إلى 30 دقيقة في المرة الواحدة كل 3 إلى 4 ساعات . مما يؤدي إلى عزوف الأم عن تغديته كل مرة وتتركه شبه معزول . وعند بلوغ أسبوعين أو ثلاثة يبدأ الشعر الأسود يشيب ثم يصبح أسود ويتخشن بمرور الوقت، وقد تظهر بعض البقع الوردية لكنها تزول في النهاية .
"النضناض" أو "آكل النمل الشائك" وهو حيوان ثديي بيوض ينتمي إلى رتبة أحاديات المسلك، يوجد منه خمسة أنواع موزعة بين أستراليا وغينيا الجديدة، والأنواع الخمسة متشابهة مثل القنفذ تقريباً وأجزاء جسمها العالية مكسوة بأشواك طويلة حادة . وتفضل هذه الحيوانات الأماكن الحرجية حيث تكثر النباتات الأرضية وهي مثل القنافذ تتجول في الليل بحثا عن حشرات أو مخلوقات صغيرة معتمدة على حاسة الشم لأن نظرها ليس قوياً وهي تستخدم أطرافها الأمامية ومخالبها لتحفر التراب ثم تقبض على فريستها بلسانها الطويل اللزج الموجود في طرف خطمها وطعامها مؤلف من النمل والنمل الأبيض وهي قوية إلى درجة تمكنها من حفر تلال النمل والوصول إلى العمق بسرعة كبيرة وعندما تخاف من خطر ما تتجمع بشكل كرة وتتولى الأشواك إبعاد أي عدو قد يقترب منها . يضع آكل النمل الشائك بيضة واحدة في أواخر الصيف ولكنه لا يبني عشا فالبيضة تنتقل إلى (جيب) أوجراب مؤقت مكون من طية جلدية على بطن الأم بخطمها أو بيدها وتفقس البيضة بعد عشرة أيام . ويلحس الصغير حليب أمه ويظل ضمن الجراب لمدة نحو عشرة أسابيع وعند ذاك تكون الأشواك على جسمه قد بدأت تقسو فتتركه الأم في مكان أمين تزوره بانتظام وتغذيه وبعد نحو سنة يكون الصغير قد أكمل نموه وأصبح قادراً على العناية بنفسه .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"