«بيئة الشارقة».. مأوى النباتات المهددة بالانقراض

معيار عالمي يحدد مناطق التنوع البيولوجي
01:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: ميرفت الخطيب

تعاني الكثير من النباتات عملية انقراض بطيء في منطقة الشرق الأوسط، وتراجعت أعدادها بشكل كبير، ولا يزال الصراع من أجل البقاء بين هذه الفصائل، إلا أن دولة الإمارات بشكل عام، وإمارة الشارقة بشكل خاص، تبذل جهوداً خاصة في تغيير مستقبل النباتات المهددة بالانقراض. ويعكس منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي بشكل واضح هذه الجهود المستمرة التي تهدف إلى توفير بيئة خصبة وقوية لها.
وعلى هامش المنتدى في نسخته التاسعة عشرة، الذي نظمته هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، قال د.كريج هيلتون تايلور، رئيس وحدة القائمة الحمراء في الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة والمشارك في المؤتمر: إن أعداد النباتات انخفضت في السنوات القليلة الماضية، وحتى الأنواع التي كنا نظن أنها وفيرة وآمنة تواجه الآن تهديداً وشيكاً بقرب انقراضها.
أضاف تايلور: تواجه آلاف الأنواع من النباتات خطراً كبيراً يتمثل في الانقراض، وعلى الرغم من الاعتراف على نطاق واسع بوجود تهديد بانقراض العديد من الحيوانات البرية أيضاً، لا يدرك الكثير من الناس بهذا الخطر، وبهدف تقييم حالة النباتات التي يُعتقد أنها مستوطنة في شبه الجزيرة العربية (حوالي 470 نوعاً)، والمتوطنة في سقطرى (حوالي 320 نوعاً)، والقائمة الحمراء الإقليمية التي تم جمعها من النباتات المتوطنة في شبه الجزيرة العربية (أكثر من 800 من أصل 4000 نوع نبات)، قدّم الخبراء من الاتحاد العالمي لصون البيئة تلك القائمة بالأنواع المهددة بالانقراض خلال مشاركتهم بالمنتدى.
أضاف تايلور: «من الممكن أن يكون التغير المناخي العالمي قد تسبب في رفع درجة الحرارة العادية ببضع درجات في بعض المناطق فحسب، ولكن هذه الدرجات القليلة كافية لتدمير بعض النظم البيئية وفئات من النباتات. وتقف مناطق صحراوية واسعة حول العالم شاهدةً على تدمير البشر للغطاء النباتي. فقد أصبح الجزء الأكبر من الشرق الأوسط الآن صحراوياً أو يتم إعادة استصلاحه بتكلفة كبيرة».
ويعد إزالة الغابات، وزيادة التنمية العمرانية، والرعي الجائر، من العوامل الرئيسية التي أدت إلى تعرض النباتات للخطر.
للنباتات فوائد عديدة، بدءاً من خصائصها الطبية إلى قيمتها البيئية. ويتم فقدان هذه الأنواع المهمة بنفس القدر الذي نفقد به خياراتنا للاكتشاف والتقدم في المستقبل. ومن ثم فإنه من الضروري الحفاظ على الأنواع النباتية وإنقاذها. وتتمتع المنطقة العربية بعدد كبير، بشكل مذهل من النباتات، ويُعتقد أن هناك حوالي 4000 نوع مختلف من النباتات في المنطقة، منها حوالي 600 نوع في شبه الجزيرة العربية. وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة موطناً للعديد من أنواع النباتات مثل العاقول، وأم الثريب الدقيقة، والختمية، والقطيفة، وغيرها الكثير. وحيث إن النباتات توفر إطاراً للموئل، فإنها تتمتع بأهمية اقتصادية هائلة.
وعن ذلك يعقّب كريج هيلتون تايلور قائلاً: تمثل النباتات أنواعاً مذهلة، ولضمان الحفاظ عليها، من المهم العمل على زيادة عدد المناطق المحمية، وتطوير المحميات الطبيعية، وتنفيذ البرامج التعليمية للحفاظ على النباتات المحلية.
القائمة الحمراء
من جانبها، قالت هنا سيف السويدي، رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية: تمتلك إمارة الشارقة خبرة طويلة في مجال صون التنوع الحيوي، وشكّل المنتدى عبر مشواره منذ 19 عاماً، محطة وعنواناً كبيراً للبحث وتبادل الخبرات والتجارب والأفكار من أجل بذل مزيد من الجهود لصون التنوع الحيوي، من خلال تنفيذ برامج ومشاريع توفر البيئة المناسبة للنباتات عموماً، والأنواع المهددة بالانقراض خصوصاً، فالمحميات الطبيعية التي تم إنشاؤها في الشارقة وفق رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واحدة من العناوين الأساسية لحماية الأنواع، وكذلك هو الحال مع المشاريع الأخرى، خصوصاً المشروع الأحدث، بنك البذور، الذي افتتح مبناه الجديد صاحب السمو حاكم الشارقة مؤخراً، حيث يركز المؤتمر على عدة موضوعات رئيسية، هي: موضوع القائمة الحمراء للنباتات في شبه الجزيرة العربية، وموضوع المناطق المحمية الذي يقدم المعيار العالمي للاتحاد الدولي لصون الطبيعة لتحديد مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية، والموضوع البيطري الذي يركز على التشخيص البيطري في المنازل.
تشير الأبحاث إلى أن الحدائق النباتية في العالم تحتوي على حوالي ثلث النباتات المعروفة وتساعد على حماية 40 في المئة من الأنواع المهددة بالانقراض، ويقول العلماء إنه بتعرض واحد من كل خمسة من النباتات في العالم لخطر الانقراض، تمسك المجموعات النباتية بزمام إنقاذ حياة النباتات النادرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"