خرافات منتشرة منذ سنوات عديدة عن الأهرامات في مصر. أرشيفية
خرافات منتشرة منذ سنوات عديدة عن الأهرامات في مصر. أرشيفية

تداول مستخدمون وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي منشورات تزعم أن "أهرامات الجيزة في مصر تمتلك ميزات عجائبية"، حيث يتناسب طول الهرم الأكبر مع المسافة من الأرض للشمس، وأن الأطعمة التي توضع بداخله "لا تتعفن".

ويتضمن نص المنشور المتداول على نطاق واسع على شبكات فيسبوك وإنستغرام وتويتر مجموعة ما قيل إنها معلومات "محيرة" عن أهرام الجيزة، وخصوصا الهرم الأكبر خوفو، منها أن "ارتفاع الهرم 149.4 مترا" وهو ما يتناسب مع المسافة من الأرض للشمس البالغة 149.4 مليون كيلومتر.

ومن الادعاءات الواردة في المنشور أيضا أن اللحوم داخل الهرم لا تتعفن وأن النبات ينمو أسرع، وأن عدد الحجارة المستخدمة في بناء الهرم الأكبر هو مليونان و600 ألف حجر.

لكن معظم ما جاء في هذا المنشور "مجرد خرافات" وفقا لخبراء استطلعت آراءهم وكالة فرانس برس.

فارتفاع الهرم الأكبر يبلغ 146.5 مترا، وليس 149.4 مثلما ادعت المنشورات التي حاولت جعله متناسبا مع متوسط المسافة بين الأرض والشمس، بحسب خبير الآثار المصرية والمستشار الإعلامي في مكتبة الإسكندرية علي أبو دشيش.

ويصف الخبير ادعاءات المنشور بأن اللحوم لا تفسد داخل الهرم وبأن شفرات الأمواس تصبح حادة أكثر، وبأن النبات ينمو فيها أسرع، بأنها "خرافات منتشرة منذ سنوات عديدة ولا صحة لها".

وفقا لخبير الآثار، حسن عبد البصير الذي يشغل منصب مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، فإن السبب في ظهور منشورات مضللة باستمرار عن الأهرام يعود إلى "عظمة البناء ودقته الهندسية والفلكية"، ويقول لوكالة فرانس برس "هذه خرافات ليس لها أساس".

وجاء في المنشور أيضا أن عدد الأحجار المستخدم في بناء الهرم الأكبر يبلغ مليونين و600 ألف، لكن هذا الادعاء أيضا غير صحيح، إذ إن "أحدث دراسة علمية وهندسية للمجلس الأعلى للآثار في مصر توصلت إلى أن عدد أحجار الهرم الأكبر يصل الى نحو مليون حجر" وفقا لأبو دشيش.

وظهرت في السنوات الأخيرة العديد من المنشورات المضللة التي تناولت الآثار المصرية.

مشهد عام من أحد أسواق دكار - صورة تعبيرية.
مشهد عام من أحد أسواق دكار - صورة تعبيرية.

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدة حول العالم منشورات تدعي أن السلطات السنغالية اعتمدت اللغة العربية لغة رسمية بدل الفرنسية.

لكن هذا الادعاء غير صحيح، واللغة الرسمية لهذا البلد ذات الغالبية المسلمة والواقع في الغرب الأفريقي، ما زالت الفرنسية، بحسب الرئاسة السنغالية.

وجاء في المنشورات المتداولة على مواقع التواصل من فيسبوك وإنستغرام وأكس أن السلطات السنغالية قررت إبدال اللغة العربية باللغة الفرنسية كلغة رسمية للبلد.

جاء في المنشورات المتداولة أن السلطات السنغالية قررت إبدال اللغة العربية باللغة الفرنسية كلغة رسمية للبلد

وحصدت هذه المنشورات آلاف المشاركات في مواقع التواصل بلغات عدة حول العالم، منها العربية والفرنسية والإنكليزية.

ويأتي ظهور هذه المنشورات في ظل تراجع الدور الفرنسي بدول عدة في أفريقيا.

وقبل أشهر، انسحبت القوات الفرنسية من النيجر، آخر حليف لها في منطقة الساحل، في أحدث انتكاسة لباريس التي سبق طردها من مالي وبوركينا فاسو، ما أسدل الستار على عقد من التدخل العسكري لمكافحة الجهاديين في المنطقة.

وفي نوفمبر الماضي، خلص تقرير أعده سياسيون فرنسيون إلى أنه يتعين على باريس "التحرك بشكل عاجل" وإجراء إصلاحات لاستعادة علاقاتها مع أفريقيا، في ظل تزايد النفوذ الروسي والصيني هناك.

وجاء التقرير وسط قلق متزايد في باريس بشأن المشاعر القوية المناهضة لفرنسا في بعض المستعمرات السابقة.

واللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية في السنغال، حيث تتحدث الجماعات المكونة للشعب السنغالي لغات ولهجات عدة، من بينها العربية.

حقيقة المنشور

لكن ما جاء في المنشور عن قرار السلطات في السنغال - المستعمرة الفرنسية السابقة - جعل اللغة العربية لغة رسمية بدل الفرنسية غير صحيح.

فهذا الإعلان المزعوم لا يمكن العثور عليه في أي مصدر موثوق.

إزاء ذلك، نفى مصدر في الرئاسة السنغالية لصحفي من وكالة فرانس برس في دكار ما تردد على مواقع التواصل.

وقال المصدر "اللغة الرسمية للسنغال لم تتغير".