الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الطاجين المغربي».. موروث يتزيّن بالأصالة

طاجين مغربي
21 أغسطس 2020 00:25

محمد نجيم (الرباط)

يشكل «الطاجين» أحد أهم ما تهتم به المرأة المغربية وتزيّن به مطبخها، فلا يمكن أن تجد أي بيت من البيوت المغربية يخلو من هذا الإناء الفخاري، الذي أبدعت في صنعه وتزيينه، منذ عقود من الزمن، أنامل الصانع المغربي المعروف بمهارته وحرفيته وإبداعه المتقن لأصناف كثيرة من التحف والخزفيات التي تحمل الرسوم النابعة من الثقافة المغربية والأندلسية والأمازيغية الضاربة في عمق الزمن السحيق.

يمكن لزائر مدينة أسفي أن يحظى بالتقاط صور له ولأفراد عائلته أمام مجسم لأكبر طاجين في العالم، الذي يوجد بإحدى ساحات المدينة، وهو الطاجين الذي دخل «جينيس» للأرقام القياسية منذ سنة 1999، وهو مَعلم مُهم من معالم المدينة السياحية.

  • الطاجين المغربي تشكيلات فنية من الفخار (الصور من المصدر)
    الطاجين المغربي تشكيلات فنية من الفخار (الصور من المصدر)

أوروبا
وأبدع صانع الخزفيات المغربي في إبداع أشكال عديدة «الطاجين» المغربي، حتى أصبح معروفاً لدى عدد كبير من البلدان الأوروبية، بفضل التلاقي الثقافي عبر الجالية المغربية في فرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا.
وتقول فتيحة الحُر، المقيمة في إسبانيا: أحرص عند كل زيارة لعائلتي في المغرب على اقتناء الكثير من السلع والأواني المغربية التي لا نجدها في إسبانيا، رغم أنها قريبة من المغرب، وتتقاسم مع بلدنا الكثير من العادات والتقاليد، ومن بين ما أحرص على شرائه في الأسواق الشعبية المغربية: «الطاجين» المغربي الذي أحمله معي لأزين به مطبخي، ويذكرني ببلدي وعاداتنا العريقة.
وأضافت: اعتدنا على إعداد طعامنا وطهوه في الطاجين السلاوي المعروف بجودته، والذي تشتهر به مدينة سلا منذ زمن بعيد، فالطاجين السلاوي يحظى بشهرة واسعة لدى المغاربة، وتحرص كل امرأة مغربية على أن يتواجد في مطبخها لإعداد أشهى الأطباق لأسرتها، وهو يعكس تراث وتاريخ الطبخ المغربي الأصيل.
أما محمد التاودي، وهو صانع فخاريات معروف في مدينة سلا، فأوضح أن «الطاجين» المغربي المصنوع من الطين والفخار في مدينة سلا، هو ما يقبل عليه المغاربة لأنه اكتسب شهرة واسعة منذ عقود كثيرة من الزمن لجودته وفخامته، ولصنع الطاجين السلاوي، نحتاج إلى أنواع عدة من الطين، ومن بين تلك الأنواع «تادوقا»، والذي يميل لونه إلى الأصفر، وهذا النوع يدخل في صناعة الطاجين، ممزوجاً بعنصر آخر هو طين «الكنوا»، الذي يميل لونه إلى الحمرة.

  • مجسم لأكبر طاجين (من المصدر)
    مجسم لأكبر طاجين (من المصدر)

فخاريات
ولا تقتصر صناعة الطاجين المغربي على مدينة سلا وحدها، بل هناك الكثير من المدن المغربية التي عرفت منذ عقود بصناعة الطاجين والفخاريات عموماً، والتفنن في أشكاله وخاماته الأولى ورسومه المزينة، ومن بين تلك المدن مدينة آسفي، عاصمة الفخار المغربي، والتي توجد بها العشرات من الورش. ويحرص الصانع الخزفي المغربي على تزيين الطاجين المغربي برسوم ونقوش ورموز مغربية مستوحاة من الثقافة المغربية والموروث الشعبي المحلي، يوظف فيها الصانع مفردات وأشكالاً بصرية تزين واجهة الطاجين ليكون تحفة فنية تؤثث بيت الإنسان المغربي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©