الحياة في أسرة سعيدة أمر مهم جداً لأطفالك ويتطلب العمل المستمر من أجل بناء الاحترام والتفاهم المتبادل

وصايا من ذهب لأسرة سعيدة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هل تساءلت يوماً عن مدى أهمية أن تنمو وتترعرع في ظل عائلة سعيدة؟ هذا الموضوع يتمتع بأهمية قصوى، لأن العديد من الأشخاص في هذه الأيام يواجهون أزمات اقتصادية واجتماعية تؤثر سلباً في حياتهم. فهناك الملايين من الأسر «أحادية الوالد»، التي يمكن أن تشكل خطراً على نمو الطفل. أظهرت الدراسات على أن الأطفال الذين يتربون في أسر ذات معيل وحيد، يتأثرون بشكل سلبي في نموهم وتطورهم.

إذا كنت بالفعل أحد الوالدين، يجب أن تدركي أن الأطفال لا يمكنهم التطور بدون دعمك. يجب أن تتصرفي كدليل، وتساعديهم على استكشاف هذا العالم الرائع المليء بالتحديات. حاولي إنشاء النموذج الصحيح من العلاقات الأسرية داخل عائلتك. الأطفال يجب أن يعيشوا وفقاً لقواعدك. إنهم يمتصون سلوكياتك، عاداتك، تصرفاتك، أساليب حياتك، وعباراتك. هذه الكلمات تثبت أن الأطفال الذين يعيشون ضمن علاقة صحية يصبحون أشخاصاً أذكياء.

الناس السعداء يفهمون أن البيئة الرائعة داخل العائلة هي الوحيدة التي يمكن أن تؤمن أطفالاً أصحاء ومتقدمين. على أمل بأن النصائح التالية ستفتح عينيك وتساعدك على الإيمان بهذه الحقيقة الصغيرة.

عائلة سعيدة = أطفال سعداء
العائلة السعيدة تشكل أرضية صلبة ومريحة ليكبر الأطفال عليها ويصبحوا ناجحين. الآباء يبدون كأشخاص عظماء في أعين أولادهم. لهذا، من المهم للآباء أن يتحملوا مسؤولية أعمالهم وأقوالهم. «أنا شخص سعيد، لأنه سنحت لي الفرصة لأكبر في عائلة مدهشة. أنا ممتنة جداً لأهلي لأنهم ملؤوا حياتي بالحب والإيجابية. لقد تعلمت أن أكسر رغيف الخبز كي نتقاسمه سوياً، وأن أقدّر كل شيء أملكه في حياتي.

أمضت عائلتي الكثير من الوقت والمجهود على تعليمي. اعتقدوا بأن التنمية المستمرة والمتواصلة ستكون عربون نجاحي المستقبلي. أبي كان يخشى دائماً أن يدللني كي لا يفسدني، في حين كان يفاجئني ويقدم لي الهدايا الصغيرة. عندما كبرت، أدركت أنه من الطبيعي تدليل الأطفال، ولكن إلى حد معقول، لأن لا أحد يعرف ماذا تخبئ لهم الحياة في المستقبل».

الأطفال الذين كبروا في عائلات سعيدة، غالباً ما يحققون أهدافهم بكل سهولة وتزيد فرصهم في العيش بأكمل وجه.

دور العائلة السعيدة في التكوين النفسي للأطفال
العائلة تلعب عادةً دوراً كبيراً في نضوج الأطفال الطبيعي والعاطفي والاجتماعي. إذا كنت أحد الوالدين، يجب أن تشرحي كيفية التصرف على نحو صحيح، وأن تكوني بمثابة القدوة لطفلك. ولكن كوني حذرة، فالأطفال يمكنهم أن يحفظوا ويقلدوا الأشياء، سواء كانت جيدة أو سيئة. الأسر السعيدة غالباً ما تعلم أطفالها على بناء المهارات الاجتماعية الإيجابية. وهذه المهارات الحاسمة ستساعدهم على إيجاد لغة مشتركة مع الأشخاص المحيطين بهم، وتطور لديهم حس القيادة.

علاوة على ذلك، الآباء الجيدون يريدون لأبنائهم أن يكونوا الأفضل والأكثر سعادةً في حياتهم. لهذا السبب، فإنهم يحاولون تربية أطفالهم وفقاً لمعاييرهم المزاجية. المزاج يظهر في مرحلة الطفولة، ولا يمكن تغييره لاحقاً، وإن تشكله يعتمد على الاستقرار العاطفي في الأسرة، وعلى الطريقة التي تم تدريس الطفل بها لإدراك الحقيقة. في أيامنا الحاضرة، أنا أدرك أن الاستقرار العاطفي في العائلة هو العامل الأساسي في التكوين الناجح لطبيعة الطفل من حيث شخصيته واحترامه لذاته.

أن تكون العائلة جيدة هو أمر صعب
الأبوة والأمومة ليستا بالأمر الهين كما تعتقدين، لأن هذه الوظيفة هي على مدار الساعة، وتتطلب منك أن تكوني مستعدةً دائماً للتعليم، للدعم، ولإيجاد الكلمات المناسبة لتحفيز طفلك. كمعلم أول، يجب أن تساعدي أطفالك على إتقان مختلف المهارات المفيدة التي من شأنها أن توفر لهم المزيد من الفرص في المستقبل. الأطفال في الأسر السعيدة عادةً يعاملون بالحب والاحترام، لأن هذه الصفات تعلم الطفل على التعاون مع المجتمع وتحمل الصعاب دون مشاكل.

أعتقد أن عبارة «منح الحياة» لها معان متعددة. أولاً وقبل كل شيء، الآباء والأمهات ينجبون طفلاً، وهو أمر مهم. لقد لاحظت أن الأسر السعيدة لديها ميل لإعطاء أطفالها انطلاقةً في الحياة، تساعدهم على تخطي الصعاب في هذه الأيام، حيث بات من الصعب جداً أن ينجح المرء دون مساعدة شخص ما. هذا لا يعني أنه على الأهل أن يدللوا أطفالهم ويفسدوهم ويعطوهم كل ما يرغبونه. أنا أعتقد أن حنان الأهل له دور فعال ومهم في مساعدة الأطفال على إيجاد أدوارهم في الحياة، وعلى استخدام أقصى إمكاناتهم لتحقيق معظم أهدافهم.

أهمية القيم العائلية والتقاليد
أنا متأكدة تماماً أن كل عائلة لديها قيم وتقاليد تتناقلها من جيل إلى آخر. يجب أن يعرف جميع الآباء ضرورة مساعدة أبنائهم على تبني أفضل القيم، وعلى احترام عادات وتقاليد أجدادهم. القيم الصحيحة والعلاقات المبنية على التفاهم والاحترام المتبادل، ستساعدك على بناء أسرة سعيدة وأطفال أصحاء.

علاوةً على ذلك، فإن القيم والتقاليد تخلق ترابطاً عاطفياً خاصاً داخل العائلة وتجمع كافة أعضائها. ومن هذه التقاليد التي لا أزال أتمسك بها، بحيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتي، الذهاب إلى الريف في نهاية كل أسبوع لزيارة أقاربنا الأعزاء، وللاستمتاع بلحظات التواصل معهم. أنا بالتأكيد سأمرر هذه الكنوز العائلية لأطفالي في المستقبل، وأعتقد بأنها ستغني عقولهم.

تأثير القضايا العائلية على حياة الأطفال
أنا لا أحب الانشغال بالسلبيات، ولكن الحياة ليست سريراً مفروشاً بالورود، ولهذا، من الضروري أن تكوني حذرةً وعلى بينة من تأثير القضايا العائلية في حياة الأطفال. ويجب أن يعي الآباء خطورة طرح مشاكلهم الخاصة أمام أطفالهم، لأن هذا الأمر يمكن أن يلحق الضرر بنفوسهم ويتلف روحهم. وبالتالي، فإن أطفالهم قد يصبحون محدودين إلى حد كبير وخجولين بسبب تأثير المخاوف على اللاوعي لديهم. وهم عادةً لا يستطيعون النجاح في حياتهم، لأنهم يفتقرون إلى الثقة بقدراتهم.

إضافةً إلى ذلك، فإن الطفولة في عائلة غير سعيدة مع جو عاطفي غير مستقر، يمكن أن تكون السبب في العديد من الصدمات النفسية والعاطفية، والتي تجعل حياة الطفل أكثر صعوبة. في بعض الأحيان، يبدو من السهل عليك أن تتجنبي حدوث المشاكل، من أن تضيعي السنين بالبحث عن حلول فعالة.

باختصار، أود أن أقول بأن الأسرة السعيدة والكاملة ينبغي أن تكون الأولوية الرئيسة في حياة كل شخص، لأنها المفتاح الأساسي في التنمية الناجحة للأطفال والآباء على حد سواء. الحياة في أسرة سعيدة تتطلب العمل المستمر من أجل بناء الاحترام والتفاهم المتبادل في العلاقات. وإن زراعة التقاليد والقيم الأسرية تعتبر أفضل وسيلة لتوسيع آفاق الأطفال. إذا كنت تريدين لطفلك أن يكون شخصاً ناجحاً وواثقاً بنفسه، حاولي أولاً أن تخلقي له أجواء سعيدة.

Email