Alia Alneyadi : "من المهمّ أن نتمتّع بصحّة جيّدة ونكون قويّات"

متى كانت المرّة الأخيرة التي قمت بها بالفحوصات الطبيّة؟ هل ما زلت تؤجّلين هذا الفحص أو ذاك بحجّة الضغوطات اليوميّة؟ هل تجعلين من صحّتك الجسديّة والنفسيّة أولويّة؟ جميلٌ جدّاً أن تهتمّي بالآخرين وتسعديهم، لكن إن لم تهتمّي بنفسك، لن تتمتّعي بالطاقة لفعل ذلك. فتذكّري دائماً، إبدئي بنفسك أوّلاً قبل الآخرين، تماماً كما يُطلب منك في إرشادات السلامة على متن الطائرة أن تضعي قناع الأكسجين لنفسك أوّلاً من ثمّ أن تساعدي من حولك. لذلك، هيّا لا تتردّدي بالقيام بالفحوصات اللازمة وباعتماد نمط حياة صحيّ ومتوازن يرتكز أيضاً على فنّ الحركة وإطلاق العنان للإبداع والحريّة.

فكيف تشعرين عندما تحرّكين جسمك؟ هل تعلمين أنّه يمكنك الاعتناء بجسدك من خلال تحريكه؟ وأنّ الرياضة عموماً والرقص تحديداً يساعدانك على التعبير عمّا في داخلك بحريّة ومن دون الحاجة إلى التكلّم، كما على تحسين صحّتك النفسيّة؟ فصحيح أنّ الفنّ ليس علاجاً فعليّاً لمرض معيّن، إنّما يمكنه أن يكون حتماً علاجاً للمخيّلة والروح والقلب... فيمكن للحركة أن تكون فعل تحرّك أو تغيير أو تحرّر أو حتّى فعل شفاء. وفي عدد ماري كلير العربيّة لشهر أكتوبر 2022 اجتمع فنّ الحركة بالتوعية من أجل دعوتك لـ "تحرّكي روحك وتشفي جسدك"! حيث تعاونّا مع خمس راقصات محترفات ارتدينَ جميعهنّ فساتين باللون الورديّ لزيادة الوعي بالفحص المبكر لسرطان الثدي من خلال الرقص. رافقينا في ما يلي لنعرّفك أكثر على العلاقة بين الحركة والحريّة والصحّة النفسيّة والجسديّة والشفاء! .والمقابلة الأولى مع علياء النيادي! 

التصوير: Maximilian Gower

التنسيق: Jessica Bounni

الفستان من Alzouman Bazza

بدأت علياء النيادي رحلتها مع رقص الباليه في سنّ الثلاث سنوات، وهي راقصة الباليه الإماراتيّة الأولى. شاركت في الكثير من المسابقات والمهرجانات داخل الإمارات وخارجها. وتعمل حالياً مع دائرة الثقافة والسياحة وهي مسؤولة عن مهرجان الموسيقى الكلاسيكيّة والرقص "موسيقى أبوظبي الكلاسيكيّة" منذ عام 2017.

بالنسبة إليّ، لطالما كان الرقص يتعلّق بحريّة التعبير عن الذات بطرق تعجز الكلمات عن قولها. إنّه وسيلة للشفاء بأساليب متعدّدة عندما نشعر بالتحرّر وبالارتياح في أجسادنا، فندع الموسيقى ترشدنا." بهذه الكلمات المؤثّرة تبدأ علياء النيادي حديثها معنا.

فكيف يساعدها الرقص عادةً في إيصال الرسائل التي تريدها؟ وهل الرقص لغة يسهل إتقانها وفهمها؟ تخبرنا راقصة الباليه الإماراتيّة الأولى بالتالي: "الرقص لغة عالميّة، وهنا يكمن جماله وقدرته على الربط بين الناس من جميع مناحي الحياة أينما كانوا ومهما كان ما يمرّون به، فإذا استطعت أن توقظي بعض المشاعر لدى شخص ما بعد رؤية أدائك، فتكونين قد أتممت مهمّتك كفنّانة". ثمّ تضيف قائلة: "ما زلت أذكر عندما أنهيت أحد عروضي، تقدّمت منّي سيّدة وأخبرتني بأنّها شعرت بكلّ لحظة من أدائي وجعلها ذلك تدمع وأعطاها الدافع للاستمرار... هذه هي اللحظات التي نعيش من أجلها كفنّانين!".

الحركة تشفيك نفسيّاً وجسديّاً

هل يمكن أن يكون الرقص علاجاً نفسيّاً وكيف؟ تجيبنا علياء بالقول: "طبعاً! فنحن نرقص عندما تغمرنا السعادة أو الحزن أو الغضب، ويمكننا أن نوجّه تلك المشاعر عبر الحركات. ودائماً ما أقول لصديقاتي وزميلاتي أنّه حتّى لو لم يرقصنَ تماماً بل اكتفينَ بتحريك أجسامهنّ فعلياً، سيتفاجأنَ بشعور الارتياح الذي يختبرنه بعد ذلك. ولا يسعني شرح كيف تجعلني التدريبات أو التمارين اليوميّة أنفصل ذهنياً عن كلّ شيء من حولي حتى لو كان ذلك لمدّة ساعة أو ساعتين فقط. فلطالما علمت أنّ الحركة تشفينا نفسيّاً وجسديّاً، وما من طريقة أخرى لذلك".

أمّا في ما يتعلّق بالحركات المحدّدة التي اختارتها من أجل حملة التوعية التي عملنا عليها معاً في هذا العدد، فتقول: "أنا أؤمن دائماً بالارتجال وبحريّة التعبير في هذا النوع من الأمور. ففي رقص الباليه، ثمّة قواعد وحركات واضحة ورقصات حدّدت منذ عقود، لكن القيام بأمر غير متوقّع أحياناً يشعرنا بالتحرّر."

كوني على طبيعتك إنّما أيضاً أفضل نسخة من نفسك

في خلال شهر أكتوبر المخصّص للتوعية بسرطان الثدي، ما هي الرسالة التي توجّهها علياء للسيّدات لدعوتهنّ إلى الاعتناء بأجسامهنّ وتقديرها وإجراء الفحوصات بانتظام؟ تختتم حديثها معنا بالقول:"كوني سعيدة بما أنت عليه وقدّري نفسك وامضي قدماً، فهذا ما تردّده دائماً والدتي لي. وكوني راقصة باليه، لا أنفك أحلّل وأراقب مظهري ووزني. لذا أنصح كلّ سيدة بأن تجري الفحوصات بانتظام للتأكّد من أنّها تتمتّع بصحّة جيّدة ولا سيّما في عالمنا اليوم. فمن المهمّ أن نتمتّع بصحّة جيّدة ونكون قويّات لكن ليس من الضروريّ أن ندرج أنفسنا في الخانة التي يريد أن يرانا الآخرون فيها. وإذا كنت سعيدة بما أنت عليه وتشعرين بالرضا عن نفسك، فلا يهمّ رأي الآخرين بك. لذا كوني على طبيعتك إنّما أيضاً أفضل نسخة من نفسك."

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث